عتاد كريمٌ اللعبَ بمفرده على ذلك الحاسوبِ الجديدِ الذي اشتراه له والدُه مُؤَخَّرًا
هذا الحاسوبُ الذي جعله يبتعد عن جيرانِه وأصدقائِه شيئاً فشيئاً حتى أصبح لا يلتقي بهم إلا نادرًا.
لقد استولى الحاسوبُ على كريم تماماً واختطفه من كلِّ رفاقِه فأصبح يقضي كلَّ وقتِه جالساً أمام شاشتِه يلعب ويلعب حتى يُدْرِكَهُ التَّعبُ فيغفوَ قليلاً ليستيقظَ من جديدٍ ويُعَاوِدَ اللعب.
وبمرور الأيَّام شعر أصدقاؤه بالقلق على صديقِهم كريم، هل اختطفه صديقُه الجديدُ.. هل سيتركونه حتى يفقدوه تماماً، لذا اجتمعوا وقرَّروا استعادة كريم قبل أن يفقدوه تماماً.
ذاتَ ليلةٍ فُوجِىءَ كريمٌ بأصدقائِه يقومون بزيارته زيارةً مُفَاجِئَةٍ، كلُّ صديقٍ منهم يصطحب معه هديَّةً جميلةً
جلسوا مع كريم وعلى شفاههم ترتسم ابتساماتٌ رقيقةٌ، أخرج صديقُه الأوَّلُ هديَّته وقدَّمها قائلاً:
هذه لعبةٌ للأذكياء فقط يا كريم.
اندهش كريم وهو يتأمَّل الهديَّة، كانتْ علبةً أنيقةً تحتوي لعبة الشَّطرنج وكتاباً تعليميًّا عن قواعد اللعبة
فرح كريم كثيرًا باللعبة ونظر لصديقِه قائلاً: أشكرك على هديَّتك الجميلة، ولكنْ هذه اللعبة لا أستطيعُ أن ألعبَها وحدي.
غمز له صديقُه بعينه قائلاً: أنا محترفٌ وسأساعدك لتُصْبِحَ أكثرَ منِّي احترافاً في الشَّطرنج.
وهنا قدَّم الصَّديقُ الثَّاني هديَّته، كانتِ الهديَّةُ عبارةً عن كرة قدمٍ جميلةِ الشكل
أمسك كريم الكرة وهو في غاية السَّعادة، أخذ يتأمَّل الكرة قبل أن ترتسمَ علامةُ استفهامٍ على وجهِه قائلاً: ولكنْ هذه اللعبةُ يجب أن يلعبَها فريقٌ.. لا أستطيع أن ألعبَها بمفردي.
التفَّ أصدقاؤه مِنْ حولِه قائلين: نعتقد أنَّنا سنُكمل الفريقَ بك يا كريم.. ما رأيُك بمباراةٍ صغيرةٍ نلعبها الآن بالنادي؟
أَعْجَبَتِ الفكرةُ كريم للغاية وانطلق معهم إلى النادي القريب من منزله وبدأت المباراُة، كان كريم يلعب بمهارةٍ بالغةٍ ويتحرَّك بسرعةٍ تدلُّ على احترافه، وأحرز هدفاً بعد الآخر.. وما كادت المباراة تنتهي حتى اتَّفق معهم أن يلتقُوا في اليوم التالي ليلعبوا مباراةً جديدةً.
وعادوا جميعاً إلى منازلِهم وهم في غاية السعادة.. لقد استطاعوا استعادةَ صديقِهم مرَّةً أُخْرَى.