الملاحظات
شعبة ادب وفلسفـــة :: تحضير بكالوريا شعبة اداب و فلسفة
انواع عرض الموضوع
أدوات الموضوع
2016-04-09, 14:36
#1
الصورة الرمزية حذيفة بن اليمان
حذيفة بن اليمان
:: عضو جديد ::
تاريخ التسجيل : Apr 2016
العمر : 30 - 35
الجنس : ذكر
المشاركات : 4
تقييم المستوى : 0
حذيفة بن اليمان غير متواجد حالياً
B2 الاحساس و الادراك ( درس )
. طرح المشكلة
قد ترى شخصا ما لأول مرة ، و تظن انك تعرفه ، ثم لما تقترب منه تكتشف انك اخطأت و ان هذا الشخص ليس هو المقصود .
و السؤال ، هل يعود الخطأ الى البصر ؟ هل مصدر هذه الاخطاء مصدرها الحواس ام مصدرها سوء التفسير الذي يمارسه العقل على معطيات الحواس .
ـ هل علاقتنا بالعالم الخارجي تتم عن طريق الإحساس ام الإدراك
ـ هل كل معرفة ينطوي عليها الادراك ، مصدرها الإحساس ؟
ـ هل يخلو الإحساس من أي نشاط ذهني ؟
عندما نبصر بيتا فان الصورة الشبكية التي تثير الادراك الحسي قد لا تكون اكثر من شيء رمادي مستطيل نوعا ما لكن مسألة ادراك البيت تعني اكثر من مجرد تكوين الاحساس عن شكل مستطيل رمادي اللون ، فالبيت يعني بالنسبة لنا شيئا له خلفيته و منظره الداخلي شيئا يحتوي على غرف و ابواب و ممرات و سواها و ان هذه المعرفة كلها متضمنة فينا و تؤلف جزءا من خبرتنا فهي جزء مما نرمي اليه حينما نقول اننا نشاهد بييت .
محاولة حل المشكلة
I ـ الإحساس كعلاقة انفعال و تفاعل أوليين مع العالم الخارجي
أولا : الإحساس : sensation
الإحساس ظاهرة نفسية متولدة من تأثر احدى الحواس بمؤثر ما ، و هو على كل حال ظاهرة اولية يتعذر عليك ان تظفر بها نقية خالصة .
قال الجرجاني :" الاحساس ادراك الشيء باحدى الحواس فان كان الاحساس للحس الظاهر فهو المشاهدات و ان كان للحس الباطن فهو الوجدانيات " و قال التهانوي :" الاحساس هو قسم من الادراك و هو ادراك الشيء الموجود في المادة الحاضرة عند المدرك مكنوفة ـ ملتبسة ـ بهيئات مخصوصة من الاين و الكيف و الكم و الوضع و غيرها ، فلابد له من ثلاثة اشياء حضور المادة و اكتناف الهيئات و كون المدرك جزئيا و الحاصل ان الاحساس ادراك الشيئ بالحواس الظاهرة على ما تدل عليه الشروط المدكورة "
و يعرفه ركس نايت و مرجريت نايت في كتابهما المدخل الى علم النفس الحديث "الاحساس هو ما يتكون لدينا من خبرة نتيجة تنبه الخلايا العصبية الكائنة في احدى مناطق الدماغ الحسية ."
الإحساس بين البساطة و التركيب و بين التعدد و الوحدة .
الاحساس يكون بسيط أي لا يحتاج الى بدل مجهود فكري اذ بمجرد انتقال المثير عبر الحواس يحدث الإحساس به . لكن في بعض الحالات نلاحظ ان الاحساس يستدعي تداخل كل الحواس من رؤية, الى الشم الى الذوق و اللمس ، فهل يتعارض هذا مع حكمنا ببساطة الاحساس ؟ ثم اين البساطة عندما نعلم ان الاحساس لا يحدث الا توفرت شروطه من مثير و عضو حس و اعصاب موردة و مراكز عصبية ؟
يمكن تجاوز هذا الاشكال اذا نظرنا الى هذه المراحل كعملية إجرائية يتطلبها الإحساس و تحدث بشكل سريع و تلقائي لا اثر فيه للعمليات العقلية العليا . لكن ولغرض فهم ظاهرة الاحساس نقوم بتقسم العملية الى مراحل ، توحي بكون الاحساس معقد ،ومع ذلك يمكن القول ان الاحساس عملية بسيطة غير معقدة تلقائية و سريعة لكنها تتطلب عوامل موضوعية تسمح لنا بالقول انه بسيط و مركب في نفس الوقت .
لكن هل الاحساس هو احساس واحد مند البداية ام هو مجموعة من الاحساسات بعضها تنقله العين و الاخر الانف وبعضها اللسان و اللمس ؟ بمعنى اذا اعتبرنا الاحساس بسيط و مركب معا هل يمكن اعتباره واحد و متعدد في نفس الوقت ؟
ان الإحساس يكون متنوع بتنوع مسالك الاحساس، لكن يبقى المثير واحد في النهاية لان هذه الحواس تتفاعل لتنقل لنا الموضوع من زاوية معينة .ومنه ان الاحساس واحد متنوع في نفس الوقت ، و بسيط ومركب معا.
ثانيا : من الظاهرة الحيوية الى الظاهرة النفسية

1 ـ الاحساس ظاهرة حيوية
هل للاحساس علاقة بحفظ حياة الكائن الحي ؟ ماذا يحدث اذا فقد الانسان الاحساس بالجوع و الالم و فقد القدرة على الشم و الرؤية ؟
ان الاحساس له وظييفة حفظ الكائن الحي من الاخطار المحيطة به في البيئة ـ ان الحواس الخمس التي يتوفر عليها الانسان السليم والحيوانات تضمن له تجنب الكثير من المخاطر فحاسة البصر تمكنه من السير و السعي في طلب غاياته و اللمس يمكنه من الانتباه الى ما يمكن ان يعرض جسمه الى الأذى ، فاذا وخز انسان بابرة نجده يسرع الى الابتعاد عن مصدر الالم . اما السمع فانه ضروري لأجل التواصل مع الغير و الانتباه الى بعض المخاطر ، و الشم فانه ضروري للتعرف على المحيط الذي يمكن ان يحتوي على عناصر سامة يكتشفها الكائن الحي ـ انسان ـ حيوان ـ عن طريق الشم و هي حاسة مهمة خاصة عند الحيوانات اذ بفضلها يتتبع مصدر الغذاء .و كذلك الذوق الذي يمكن الانسان من اختيار الاطعم الملائمة و التخلي عن الاطعمة المنافية . اذن الاحساس ظاهرة حيوية عند الحيوان و الانسان الا انه عند الانسان يرتقي الى ما هو اعلى .
2 ـ الإحساس و الشعور و الانطباع النفسي
وضعية مشكلة
ايهما اصح ، قولك احس بالفرح ام اشعر بالفرح ؟
الشعور :
الإحساس بالفرح يعني ان الإحساس تجاوز التعامل مع المحيط الخارجي الفيزيائي الى التعامل مع المشاعر الباطنية النفسية و هذا مالم يقره علماء النفس .ان الإحساس لا علاقة له بالشعور لان هذا الاخير يتطلب درجات اخرى من الوعي لا يتوفر عليها الا الإنسان. و الشعور عند علماء النفس هو ادراك المرء لذاته اولاحواله و افعاله ادراكا مباشرا و هو اساس كل معرفة . انه الشيء الذي نفقده رويدا رويدا عندما ننتقل من الصحو الى النوم و ما نسترجعه رويدا رويدا عندما ننتقل من النوم الى الصحو . وهو درجات .
الانطباع :
يطلق الانطباع على مجموع الافعال الفيزيولوجية التي تحدث الاحساس ، و له ثلاثة اقسام 1 ـ التاثير الفيزيائي او الكيميائي المتصل باطراف الاعصاب الحسية 2 ـ انتقال التاثير الى المخ 3 ـ حدوث تغير في المخ مقابل لهذا التاثير .
وقد يطلق على التأثير في اطراف الاعصاب الحسية لا غير ، وهو بهذا المعنى مضاد للتفكير المبني على التحليل .
و الفرق بين الانطباع و الاحساس ان الاحساس اخص من الانطباع فالاحساس او الاثارة لا يطلق الا على قسم من الانطباع و هو التاثير المتصل بنهيات الاعصاب الحسية .
II ـ الإدراك كمعرفة عقلية تطلعنا على حقيقة العالم الخارجي .
أولا : الإدراك : Perception
في اللغة هو اللحاق و الوصول ، يقال ادرك الشيء ، اذا بلغ وقته و انتهى ، و ادرك الثمر نظج و ادرك الولد بلغ و ادرك الشيء لحقه .والادراك في الفلسفة الاسلامية يدل اولا على حصول صورة الشيء عند العقل سواء كان ذلك الشيء مجردا او ماديا جزئيا او كليا حاضرا او غائبا .
اما في الفلسفة الحديثة فان الادراك يدل اولا على شعور الشخص بالاحساس او بجملة من الاحساسات التي تنقلها اليه حواسه .وهذا المعنى العام يدل على ان الادراك يختلف عن الاحساس فالظاهرة النفسية التي تحصل في ذات المدرك عند تاثر اعضاء الحس تشتمل على وجهين احدهما انفعالي و الاخر عقلي .
يقول ريد reid في الادراك : هو الاحساس المصحوب بالانتباه كما يقول مين دو بيران Maine de biran الواقع ان الاحساس و الادراك كليهما مصطبغان بلون انفعالي و عقلي معا و لكن الادراك يزيد على الاحساس بان آلة الحس تكون فيه اشد فعلا ، و النفس اكثر انتباها فيكون الشيء الخارجي ابين و الصورة المرتسمة في النفس او ضح و اميز و على كل حال فالادراك يقتضي الاحساس .
ان الادراك هو حصول المعرفة بالموضوع بواسطة الحواس ونتائجه تسمى المدركات . ووظيفته إعطاء تفسير لموضع تنقله الحواس مستعينا في ذلك بالقدرات العقلية كالذاكرة والخيال فالادراك عملية عقلية مركبة ومعقدة تنطلق من المنبهات الحسية
والادراك كما يرى محمد عثمان نجاتي نوعان . الادراك العقلي عندما تتمثل صور المعقولات في العقل . والادراك الحسي وهو تمثل صور المحسوسات في الحواس . ويعرفه الفارابي بقوله : " الادراك يناسب الانتقاش فكما ان الشمع يكون اجنبيا عن الخاتم حتى اذا طابقه وعانقه معانقة ضامة رحل عنه بمعرفة ومشاكلة صورة ، كذلك المدرك يكون اجنبيا عن الصورة فاذا اختلس عنه صورته عقد معه المعرفة كالحس يأخذ من المحسوس صور يستودعها الذكر فيمثل في الذكر وان غاب عن الحس "
ان الادراك هو الاحساس بالشئ و فهمه و يتم الاحساس عادة بالحواس المتوفرة للانسان اما الفهم فيحدث بربط محتوى الاحساس او موضوعه بما يمتلكه الفرد في دماغه من معلومات سابقة بخصوصه فاذا كانت هذه الخلفية المعرفية كافية لاستيعاب الشئ و تمييزه أي كافية لفهمه عندئذ يتم للفرد ما نسميه الادراك .
و يحدث الادراك حسب هذه الخطاطة
وعي حسي للشئ ( الحواس ) + وعي عصبي للتمييز ( داخل الدماغ ) + خبرات سابقة بالدماغ = الادراك
لكن ركس نايت و مرجريت نايت لا يميز كثيرا بين الاحساس و الادراك على اساس ان هذا الاخير ما هو الا مرحلة متقدمة من الاحساس جاء في كتابهما المدخل العام الى علم النفس "الادراك الحسي هو الاحساس مضافا اليه شيء اكثر، أي تضاف اليه الخبرة الناجمة عن تنبيه الخلايا العصبية الموجودة في المناطق الارتباطية فالادراك الحسي هو الاحساس المعزز بالذكريات و بالصور العقلية المستمدة من الخبرة الماضية و الناشئة عن التداعي "
اذن الادراك يتجاوز صاحبه ما تنقله الحواس الى تفسيرها على ضوء ما يملكه من خبرات بواسطة القدرات العقلية ، لاننا ندرك بالاستناد الى ما تختزنه الذاكرة ، و يسحيل ادراك الموقف بدونها ، ان الطفل لا يدرك خطورة النار الا بعد ان تتكون لديه خبرة وذلك بعد ان تكون قد لسعته يوما ما ، ثم يعتمد على هذه التجربة و يبني تصور تجاه النار و يدرك خطورتها فيما بعد .
ثانيا : عوامل الإدراك (نسبية المعرفة في إدراكنا الحسي )
وضعية مشكلة :
نوع من الحجارة امام جمع من الناس فيهم الفلاح و التاجر و الفنان و عالم الجيولوجيا و البناء ، اذا كان احساسهم واحد و قد يتطابق احساسهم مع الحيوانات ايضا ، فهل يدركون هذا الحجر بنفس المستوى وهم مختلفون .؟
ان البناء سيدرك الحجر كقطعة لاتمام البناء ، و الفنان ينظر اليه كتحفة فنية ، اما الجيولوجي فيريد معرفة مكونات الحجر و عمره الزمني .اذا كان الاختلاف هو السائد هنا في عملية الادراك فيمكن القول بنسبية المعرفة الادراكية و هذا حسب العوامل التي شكلته . وهي :
ـ عوامل ذاتية
وهي عوامل داخلية شخصية تتعلق بالذاكرة والذكاء والتخيل والميول والرغبة و الاهتمام ، والتربية والحالة الصحية والالفة والتوقع .
ـ عوامل موضوعية
هي عوامل خارجية تتعلق بالبيئة والمحيط أي طبيعة الموضوع المدرك ( اهتم الجشطالتيون بالعوامل الموضوعية )
هذه العوامل قد تساعد على الادراك بشكل صحيح كما انها قد تؤدي الى الوقوع فيما يسمى باخطاء الادراك كان ترى الملعقة مشوهة في كاس فيه ماء .
III ـ هل كل معارفنا الإدراكية حول هذا العالم تنبع بالضرورة من الإحساس أم من العقل ؟
أولا ـ الإحساس مصدر كل معرفة
يعترض التجربيون على اقصاء الحواس و ينسبون كل معارفنا الى هذه الاخيرة وان العقل ياتي وهو صفحة بيضاء .
وضعية مشكلة
هل يمكن التعرف على كل ما يحيط بنا في ظل غياب الحواس ؟ اليس كل من فقد حسا معينا فقد نوعا من المعرفة ؟
ترى النظرية الحسية ان الحواس هي اساس الادراك و انه لا يمكن ادراك العالم الخارجي الا من خلال الحواس ، لكن هذا لا يعني الانكار التام لدور العقل في تفسير المحسوسات .هذا ما نجده عند جون لوك الذي حصر مهمة الذهن في جمع وتنظيم ما يرد اليه عبر الحواس وانه لا يحتوي على أي فكرة مسبقة بل هو اشبه بالصفحة البيضاء . و يعارض دفيد هيوم 1711 ـ 1776 بشدة موقف العقليون ويرى ان مصدر الافكار مهما كانت هو الحواس يقول : " وباختصار فان جميع مواد الفكر مأخوذة من حواسنا سواء كانت خارجية ام داخلية ومزجها وتركيبها فقط هما اللذان يرجعان الى الفكر والى الارادة ونفهم من هذا الدور الذي يوليه د ـ هيوم للحواس في العملية الادراكية .
ثانيا ـ العقل أساس الإدراك
ترى النظرية العقلية منذ سقراط و افلاطون ان معارفنا عقلية و ان الحواس قاصرة على امدادنا باي معرفة لانها معرضة للخطأ و ان العقل يتدخل كل مرة لاصلاح اخطائها ومنه فالادراك يتقدم على الاحساس .
ان انصار المذهب العقلي يرون ان المعرفة الحقيقية تعود الى العقل لان القضايا التي يحكم العقل بها ، قضايا صادقة صدقا ضروريا لا يتطرق اليها الشك و يعتبرون ان العقل قوة فطرية لدى جميع الناس و احكامه ضرورية اولية .و القواعد التي يتوصل ايها العقل عامة و ثابتة لا تكتسب من التجربة ، فديكارت يعتقد ان الحدس وهو نور فطري يمكن العقل من ادراك فكرة ما دفعة واحدة و هذا الادراك واضح لا يمكن ان نشك فيه لا نه لا يعتمد على شهادة الحواس ، و في نغس الاتجاه سار كل من اسبينوزا و ماليبرانش و ليبنتز .
ان الإدراك حسب هذه النظرية هو إضفاء إحكام وأفكار على الأشياء بمعنى ان الانسان يدرك بذهنه وليس بحواسه يقول ديكارت : " اني ادرك الاشياء بمحض ما في ذهني من قوة الحكم ، ما كنت احسب اني اراه يعيني " ذلك لان الحواس لا تنتج عنها أي قيمة معرفية ويالتالي تفصل هذه النظرية بين الاحساس والإدراك وتحصر العملية الادراكية في العقل وقدراته ، فهو الذي يسمح بادراك المكعب رغم ان العين لا ترى منه الا تسعة اضلاع و ثلاثة اوجه هذا ما توصل اليه آلان 1868 ـ 1951 . وبالعقل ندرك البعد الثالث به يمكن تقدير المسافات . لكن من اين للعقل هذه الاحكام ؟ وكيف تكونت ؟ هنا يرد العقليون بان الافكار فطرية ولم ترد الى الذهن عن طريق الحواس ، بل لا وجود للاشياء الا في الذهن يقول جورج باركلي 1649 ـ 1690 " وجود الشيء قائم في ادراكي انا له " يعني وجود الاشياء مرتبط بالذات وغير مستقل عنها كما نظن .
IV ـ هل الطابع الأولى لإحساساتنا يعني خلوها من أي نشاط ذهني سابق
أولا : الإدراك الحسي للصورة الكلية
بالعودة الى النظرية الحسية نجدها تركز على الاجزاء التي يتركب منها المحسوس وان كل حاسة مسؤولة عن نقل ما يلائمها لتجتمع هذه الانطباعات الحسية على مستوى اللذهن فيحدث الادراك هذا التفسير رفضته النظرية الجشطالتية وهي نظرية اخذت اسمها من gestalt جاشطالت ، أي الشكل يمثلها كوفكا Koffka, Kurt (1886-1941) وكوهلر ) Kِhler, Wolfgang (1887-1967 ) Wertheimer, Max (1880-1943وفريتمر . يرى هؤلاء ان الادراك لا ينفصل عن الاحساس وانه ليس مرحلة ثانية بل هو ادراك مند البداية ، ولا يعترفون بوجود احكام عقلية نصبغها على الموضوعات وهذا يتفق مع ما ذهبت اليه النظرة الحسية ، اما الاختلاف فنجده من خلال رفض الجشطالتيون للنظرة للشيء المحسوس كما هو عند التجربيين ، نحن لاندرك المثلث من رؤية ثلاثة زوايا منفصلة او ثلاثة خطوط متقاصعة بل ندركه ككل هذا الكل هو الذي يفرض ادراكه بصورة معينةومن ثم يصبح المحسوس هو العنصر الاساسي في الادراك وليس الذات بحواسها او افكارها هذا الشيء المحسوس والاشياء الاخرى الموجودة في العالم الخارجي منتظمة في صيغ معينة حددها الجشطاتيون واطلقوا عليها قوانين الاتنظام وهي :
1 ـ قانون التجاور :
ويعني ان الموضوعات اذا تجاورت في صيغة معينة فانها تفرض على المدرك ان يدركها حسب الوضعية الموجودة عليها
2 ـ قانون التشابه :
من حيث الشكل وللون والحجم والسرعة والحركة فالاشياء المتشابهة تحتم علينا ان ندركها مختلفة عن غيرها .
3 ـ قانون الاستمرار :
الذي يفرض ادراك الموضوع على صيغة معينة اذا انتظم مثلا في شكل نقاط مستمرة .
4 ـ قانون الاغلاق :
يميل المدرك الى تكملة الاشياء الناقصة .
5 ـ قانون الشكل والأرضية :
يحتم على المدرك ادراك الشكل وتمييزه عن الارضية دون ان يحدث العكس فكانت العوامل الموضوعية هذه هي المتحكمة في العملية الادراكية واهملت هذه النظرية العوامل الذاتية وينسحب هذا على كل الحواس فنحن ندرك مثلا اللحن الموسيقي ككل وليس اصوات وانغام صادرة عن الات موسيقية كل على حدى .
ثانيا : الإدراك تعايش مع الأشياء
الادراك عند الظواهريين يحدث عندما تتفاعل الذات المدركة مع الموضوع الموضوع المدرك ولكن بمعنى يختلف عن ما ذهبت اليه النظرية العضوية ، لان الادراك متعلق بالحالة الشعورية الراهنة وبالتالي يتغير مع تغيرها كما يقول هوسرل " أرى بلا انقطاع هذه الطاولة ، سوف اخرج واغير مكاني ويبقى عندي بلا انقطاع شعور بوجود مادي مادي لطاولة واحدة هي هي شعور بطاولة لم تتغير ولكن ادراكي لها ما فتئ يتغير في مجموعة متتابعة من الادراكات المتغيرة " ونفس الموقف عند ميرلوبونتي الذي يؤكد على دور الشعور في الادراك .
ان الادراك في نظر الظواهريين يتعلق بمعرفة و صفية يؤدي اليها عامل الامتداد الذي يتميز به شعورنا فلا ادراك او شعور الا بموضوع ، و ليس ثمة ما يبرر الحديث ادراكات عقلية خالصة و مجردة فهي لا تحمل معرفة عن العالم الخارجي بل تمثل انشاءات ذهنية و ترفا فكريا لا طائل من ورائه ذلك لان " النزعة الظواهرية تعتقد انه ما من شيء يمكن ان يتبدى الى الانسان غير الظواهر و نحن لا نعرف غير هذه الظواهر "
خاتمة : حل المشكلة
هذه نظريات قدمت تفسيرها لكيفية حدوث الادراك فركزت النظرية الذهنية على دور العقل معتمدة عل فطرية الافكار متجاهلة الواقع الحسي هذا الاخير كانن محط اهتمام النظرية الحسية لكنها اهملت بدورها القدرات العقلية ثم جاءت النظرية الجشطالتية واهملتهما معا وركزت على موضوع الادراك فهي ترى ان كل من الحواس والعقل معرضين للخطأ متناسية ان الموضوع نفسه قد يؤدي الى ادراكه بشكل خاطئ كما هو الحال مع خطأ لاير مولر لنصل الى رأي ربط الادراك بالحالة الشعورية المتغيرة وفسر تغير الادراك بتغير الحالة الشعورية في حين ان الموضوع بطبيعته قابل للتغير و لا دور للشعور في ذلك ثم اذا كان الادراك متغير فاين نعثر على الادراك الصحيح ؟
وبعيدا عن التعصب لموقف معين يجدر بنا تفسير الادراك وكيفة حدوثه بتداخل عوامل مختلفة بعضها يخص الذات كالحواس وسلامتها والميل والرغبة ودرجة الاهتمام بالاضافة الى الخبرة السابقة المخزنة في الذاكرة يضاف الى هذا التخيل والذكاء دون ان ننسى عامل الموضوع أي الشيء المدرك والوضعية التي يكون عليها التي من شأنها تسهيل عملية الادراك او تجعلها صعبة .
التعديل الأخير تم بواسطة حذيفة بن اليمان ; 2016-04-09 الساعة 14:47 سبب آخر: خطأ
2016-04-09, 16:50
#2
الصورة الرمزية مارد المتوسط
مارد المتوسط
:: عضو مجلس الإدارة ::
تاريخ التسجيل : Aug 2015
الدولة : الجزائر - سكيكدة
العمر : (غير محدد)
الجنس : ذكر
المشاركات : 6,040
تقييم المستوى : 10
مارد المتوسط غير متواجد حالياً
افتراضي
جزاك الله خيرات ونعم كثيرة على الطرح المميز.
وجـــــــــــــــــودي لأجلـــــــــــــــــــك
أمنية سعد ضائعة من بريد المارد

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقال فلسفي الاستقصاء بالوضع : دافع عن الأطروحة : أن اللغة منفصلة عن الفكر وتعيقه Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 5 2019-11-11 14:07
مقالة الاستقصاء بالوضع حول مشكلة فلسفة الرياضيات Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 3 2018-01-30 19:56
مقالة عن المنطق الصوري (بطريقة الاستقصاء بالوضع سموة احساس سنـة ثانيــة ثانـوي 1 2017-03-16 20:03
مقال استقصاء بالرفع حول العادة و الإرادة : فند القول: العادة تعزز الإرادة. Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 3 2016-01-03 22:25
الاستقصاء بالوضع : دافع عن الأطروحة يقول هيبوليت : « إذا فكرنا بدون لغة ، فنحن لا نفك Tassilialgerie شعبة ادب وفلسفـــة 5 2014-10-14 17:16

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 11:04
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)