علامات الساعة الصغرى التي لم تحدث
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بعض الناس يعتقدون أن كل علامات الساعة الصغرى قد وقعت ولكن هذا غير صحيح, سأتكلم عن العلامات الصغرى التى لم تقع بعد.
- انحسار الفرات عن جبل من ذهب: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب, يقتتل عليه الناس, فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون, يقول كل رجل منهم: لعلني أكون أنا الذي أنجو), و قد نهانا الرسول صلى الله عليه و سلم عن الأخذ منه بقوله (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب, فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا), المقصود بالذهب هنا هو معدن الذهب الأصفر الحقيقي و ليس النفط كما يزعم البعض لأن هذا الجبل من ذهب سيراه الناس عندما يظهر و يسيرون إليه ولكن النفط يكون تحت الأرض و أيضا كلمة جبل تدل على أنه ذهب أصفر حقيقي لأن النفط لا يمكن أن يكون جبل و هو موجود تحت الأرض.
- عودة جزيرة العرب مروجا و أنهارا: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال و يفيض, فيخرج الرجل بزكاة ماله و لا يجد أحدا يقبلها منه, و حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا) و قال (لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا و أنهارا), كلمة تعود تدل على أن جزيرة العرب كانت مروجا و أنهارا فيما مضى قبل زمن الرسول صلى الله عليه و سلم بمئات السنين و أنها ستعود كذلك قبل قيام الساعة, و العلماء الآن اكتشفوا أن جزيرة العرب كانت بالفعل بساتين خضراء و أنهار تتدفق و أنها ستعود كذلك بعد فترة من الزمن و هذا من الإعجاز النبوي.
- انتفاخ الأهلة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة, يرى الهلال لليلة, فيقال: لليلتين), الهلال سيبدو كبيرا عند ظهوره حتى يقول الناس: هذا الهلال لليلتين, سيكون الهلال أكبر من المعتاد, إن رأيت الهلال أكبر من المعتاد عند ظهوره فاعلم أن هذه العلامة قد وقعت.
- تكليم السباع و الجماد للإنس: هذه قصة وقعت في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم, كان هناك راعي يمشي مع قطيع من الغنم, فجاء ذئب ليأكل واحدة من الغنم ولكن الراعي أوقفه, فجلس الذئب على ذنبه و قال للراعي: اتقي الله...تأخذ مني رزق ساقه الله إلي...فمن لها يوم السبع؟ يوم لا راعي لها غيري, فقال الراعي: سبحان الله! ذئب يتكلم؟, قال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد صلى الله عليه و سلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما سبق, فذهب الراعي إلى المدينة و أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم بالقصة, فقال الرسول صلى الله عليه و سلم (صدق, و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس, و يكلم الرجل عذبة سوطه و شراك نعله, و يخبره فخذه بما أحدث أهله بعده), هذا يعني أن كلام الحيوانات مع الإنس قد حدث في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم ولكنه سيحدث مجددا قبل قيام الساعة كعلامة صغرى من علامات الساعة, البعض يزعم بأن المقصود بكلام الحيوانات مع الإنس هو ما نراه الآن في التلفاز من برامج كرتونية فيها حيوانات تتكلم مع الناس ولكن هذا تفكير خاطئ و غير صحيح لأن الرسول صلى الله عليه و سلم سمع قصة الراعي الذي كلمه الذئب ثم قال إنها من علامات الساعة و هذا يعني أنه كلام حقيقي بين الحيوانات و الإنس و ليس في التلفاز كما يزعم البعض, و الجماد أيضا سيكلم الإنسان و تحديدا عذبة السوط و شراك النعل و فخذ الرجل كما أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم.
- فتنة الأحلاس و فتنة السراء و فتنة الدهيماء: عن عبدالله بن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا فذكر الفتن فأكثر في ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس, فقال قائل: يا رسول الله وما فتنة الأحلاس؟ قال (هي فتنة هَرَب وحَرَب ثم فتنة السراء دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما وليّي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل: انقطعت, تمادت, يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين, فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه, إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد), والأحلاس: جمع حلس وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير وقال الخطابي: يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها. والحرب: ذهاب المال والأهل، والدهيماء: الداهية التي تدهم الناس بشرها, فتنة الأحلاس ستكون فتنة حرب يهربون منها الناس تاركين أهلهم و أموالهم و ستكون حرب بين المسلمين و يهرب الناس لتجنب قتل إخوانهم المسلمين و الله و أعلم, فتنة السراء سيثيرها رجل من أهل بيت الرسول صلى الله عليه و سلم لقول الرسول (رجل من أهل بيتي) ولكنه ليس من الرسول صلى الله عليه و سلم بأفعاله السيئة لقول الرسول (يزعم أنه مني و ليس مني) و هذا يعني أن الرجل سيكون من أهل بيت الرسول صلى الله عليه و سلم بالنسب ولكنه ليس من الرسول صلى الله عليه و سلم بأفعاله السيئة و سميت هذه الفتنة بالسراء لأن سيكون سببها كثرة النعم و المال أو لأنها ستسر أعداء المسلمين, فتنة الدهيماء ستكون فتنة عظيمة تصيب الكل لقول الرسول صلى الله عليه و سلم (لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة) و إذا ظن الناس أنها انتهت, ستتمادى أكثر و أكثر لدرجة أن الرجل يصبح فيها مؤمنا و يمسي كافرا و يصبح كافرا و يمسي مؤمنا حتى يذهب الناس إلى فسطاطين لا ثالث لهما, فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط نفاق لا إيمان فيه و هذا يعني أن الناس سينقسمون إلى مجموعة مؤمنين و مجموعة منافقين, فإذا حدث هذا فاعلم أن موعد خروج المسيح الدجال قد اقترب لقول الرسول صلى الله عليه و سلم (إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد), بعض الناس يعتقدون أن هذه الفتن الثلاث قد حدثت ولكن هذا غير صحيح لأنها ستحدث في زمن قرب خروج الدجال و لا يزال هناك وقت طويل لخروج الدجال لأن الكثير من العلامات الصغرى لم تحدث بعد.