*المبحث الثالث : الاستدلالات:
و ينقسم الى نوعين : استدلال مباشر ، و استدلال غير مباشر.
-الاستدلال المباشر : هو انتقال الفكر من قضية الى قضية اخرى تلتزم عنها مباشرة و له صورتان و هما التقابل و التعاكس.
أ)التقابل : يطلق على قضيتين متقابلتين تختلفان في الكم و الكيف أو فيهما معا و موضوعها و محمولها نفسه ، و له 4 انواع :
1. التناقض : و يتم بين كلية موجبة و جزئية سالبة و بين كلية سالبة و جزئية موجبة يختلفان كما و كيفا.
2. التداخل : و يتم بين كلية موجبة و جزئية موجبة و بين كلية سالبة و جزئية سالبة مختلفان في الكم و متفقان في الكيف.
3. التضاد : و يتم بين كلية موجبة و كلية سالبة متفقان كما مختلفان كيفا.
4. الدخول تحت التضاد : و يتم بين جزئية موجبة و جزئية سالبة.
ب) العكس : و هو استدلال مباشر يكون عن طريق عكس طرفي القضية فيصبح الموضوع محمول و المحمول موضوع. و لابد من مراعاة شرطين هما:
1. المحافظة على الكيف : أي تحافظ القضايا على كيفها بعد عكسها . مثل :
كل انسان فيلسوف --- كل فيلسوف انسان
( ان كانت سالبة تبقى سالبة ، و الموجبة تبقى موجبة)
2. المحافظة على الاستغراق : هو شمول الحكم على جميع الافراد موضوعا او محمولا فقد يكون الحكم اما نفيا او اثباتا . فان كان الحكم جزئي فلا استغراق.
"يجب ان لا يستغرق حد في القضية المعكوسة ما لم يكن مستغرقا في القضية الاصلية " (قانون ارسطو يهتم بالشكل و ليس بالمضمون)
مثال : بعض الافلام مفيدة --- بعض المفيد أفلام.
-الاستدلال الغير مباشر : و هو استنتاج صدق او كذب قضية تسمى نتيجة من مقدمتين و له صورتان : القياس ، و القياس الشرطي .
1. القياس : و هو الحكم على شيء قياسا على شيء آخر لاشتراكهما في نفس العلة. مثال : كل مسكر (حد أوسط) حرام (حد أكبر) --- م. كبرى.
الخمر (حد أصغر) مسكر (حد أوسط) --- م.صغرى.
اذن نلاحظ من هذا القياس يتكون من مقدمتين مقدمة كبرى و مقدمة صغرى و نتيجة و 3 حدود .
و لا يكون القياس صحيح الا اذا استوفى مجموعة من الشروط نذكر منها :
-ان تكون احدى المقدمتين موجبة.
-اذا كانت احدى المقدمتين سالبة كانت النتيجة سالبة.
-النتيجة تتبع اقل المقدمات قيمة.
-لا انتاج من مقدمتين سالبتين (قياس فاسد).
-لا انتاج من مقدمتين جزئيتين.
*أشكال القياس: و تتحدد حسب وضعية الحد الاوسط.
-القياس الشرطي : هو قياس يتألف من مقدمة كبرى شرطية و مقدمة صغرى حملية و نتيجة.
-اذا هبت الرياح فان أغصان الاشجار قد تحركت --- مقدمة كبرى شرطية.
-لكن الرياح قد هبت --- م. صغرى حملية.
-اذن تحركت أغصان الاشجار --- نتيجة.
-اما ان يكون الجو حار او ممطر --- م.ك.
-لكن الجو ليس حار --- م.ص.
-اذن الجو ممطر --- نتيجة.
ثانيا : توافق النتائج مع المقدمات:
*مبادئ العقل : لكي ينسجم عقل الانسان مع ذاته لابد ان يعتمد على مجموعة من المبادئ العقلية التي تعصم عقله من الوقوع في الخطأ و التناقض و تتمثل في:
-مبدأ السبب الكافي "السببية"
2/و هل حصول هذا الانطباق كافي لوفاق جميع العقول؟
اولا : قد يحصل الانطباق ولا تتفق العقول:
أحيانا هناك مسائل كثيرة يحدث فيها الانطباق و مع ذلك النتيجة تختلف حولها العقول (مثال : الخمر) . كما ان المنطق الصوري وجهت له عدة مآخذات من طرف الفلاسفة . أمثال الفيلسوف الفرنسي ديكارت ، ابن تيمية ، فرانسيس بيكون ، من بينها أنه منطق شكلي يهتم بالشكل أكثر من المضمون.
ثانيا : من المنطق الصوري الى منطق الرموز:
انطلاقا من المآخذات التي تم توجيهها لأرسطو فقد ظهرت مناطق جديدة و من بينهم نذكر:
1.المنطق الرمزي : و هو منطق يقوم على الرموز حيث يعبر عن علاقاته و قوانينه و صوره الاستدلالية بالرموز و الاشارات، لغته دقيقة كما هو الحال في الرياضيات. (ديكارت)
2.المنطق الجدلي : هو منطق يقوم على التطرق الى العالم على أنه محكوم بمبدأ "التناقض" الذي يعبر عن الحركية و التغير ، وضعه الفيلسوف الألماني هيجل من خلال المعادلة التالية:
3/و هل يكفي أن نعرف قواعد الفكر المنطقي حتى نكون في مأمن من الاخطاء؟
1.تأثير الحتمية النفسية و الاجتماعية:
ان المنطق معيار مرتبط بالانسان و بتفكيره و ممارساته الذهنية لا يسلم هذا الانسان من التأثر بالأبعاد النفسية و الخبرات الانفعالية و آرائه و معتقداته و انتمائه الاجتماعي.
2.تأثير الفكر الفلسفي على الاحكام المنطقية:
ان تعدد وجهات نظر الفلاسفة يؤدي بنا الى الوقوع في الكثير من الاخطاء و هذا يعكس ما نجده في العلوم الاخرى كالرياضيات .
بالرغم من المآخذات التي وجهت الى المنطق الصوري الا انه يبقى على جانب من الاهمية .