الملاحظات
طاسيلي الإسلامي :: خاص بالدين و الشريعة الإسلامية على منهج اهل السنة و الجماعة
 
انواع عرض الموضوع
أدوات الموضوع
2014-11-20, 12:55
#1
فخر الدين
:: عضو جديد ::
تاريخ التسجيل : Oct 2014
العمر : 35 - 40
الجنس : ذكر
المشاركات : 18
تقييم المستوى : 0
فخر الدين غير متواجد حالياً
افتراضي الإعجاز الحضاري والإجتماعي في القرآن 2
في الحلقة السالفة تطرقنا إلى المقدمات التي تجعل من علم الإعجاز الحضاري والإجتماعي فريضة شرعية وضرورة واقعية وهذا ما نبه إليه القرآن الكريم (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ الآية111سورة يوسف ) وقول عمر-رضي الله عنه (من لم يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام) كما أن مناهج البحث في العلوم الإنسانية التي ابتكرها الغرب يمكنها أن تكون بالغة النفع في هذا المجال لمن عرف كيف يتعامل معها وكان في نفس الوقت ذو عقيدة راسخة ومعارف واسعة وبصيرة نافذة وكم تمنيت لو تضافرت الجهود وانقسمت الأدوار بين العلماء والباحثين لإجراء مسح شامل للآيات القرآنية والأحاديث النبوية لإستخراج النظريات التي في ضوئها نبلغ الهدف المنشود والمتمثل في الإقلاع الحضاري والتغيير الإجتماعي الشامل لاسيما في هذا العصر الذي تعيش فيه الأمة أحلك أيامها بسبب ما ابتلينا به من جهل عميم و عجز ذميم فقصرت الهمم وضعف الوازع واستبد بنا اليأس والتبعية للغرب لما انتهى إليه من تقدم مدني وتطور تكنولوجي وكان الأجدر بنا أن نحاكم أوضاعنا وأحوالنا بالمنهج الرباني الخالد الذي يعصمنا من الإنحراف ويمنعنا من الإنجراف نحو التقاليد السائدة والتقافة الوافدة ولا شك أن هناك سؤال قد يعرض للباحث المسلم إزاء التقليب في سر تخلف العرب والمسلمين وهذا السؤال يكمن في مدى جدوى ذلك الفيض من الآيات والقصص القرآنية والأحاديث النبوية والإجتهادات الفقهية للألاف من الفقهاء التي يزخر بها التراث الإسلامي ونحن نراوح مكاننا في ذيل قافلة الدول والشعوب المعاصرة ولاشك أن الخلل لا يكمن في جوهر الإسلام ذلك الدين الكامل الذي ارتضاه الله لنا(اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) وليس العيب في بعض اجتهادات و أراء الفقهاء التي أملتها ظروف تاريخية واجتماعية معينة وجاءت استجابة لتحديات ورهانات خاصة ولعل الإشكال يكمن في نظرتنا القاصرة ونفسيتنا الإنهزامية ولازلت تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام كل يوم على أعمال بعض ممن اصطلح على تسميتهم بالمفكرين -مجازا لا حقيقة -وهم يلوكون أراء فلسفية قديمة وفرضيات بالية لا يعرفها إلا أصحابها وبعضهم جعل من عقيدة الفصل الكامل للدين عن الدولة حقا لا مناص منه ولم يكلف نفسه عناء البحث في تاريخ الإسلام العظيم بل قفز مباشرة إلى عصر النهضة الأوربية يغترف منه على أن فكرة فصل الدين عن الدولة تطورت في الغرب ذاته حتى صارت مسألة نسبية فما معنى-على سبيل المثال- أن يقر رئيس أكبر دولة في العالم (جورج بوش الإبن ) بأن الرب هو من أوصله إلى الحكم فانظر هنا كيف تتدخل إرادة الله (الدينية) في توجيه الأوضاع (السياسية) وأأكد هنا أننا افتقدنا إلى المنهج القراني _العلمي بكل المقايس _في البحث على الحقيقة العلمية رغم أن المستقرأ للقرآن يجد أن وسائل الوصول إلى المعرفة معلومة ومحددة فأول آية أنزلت من القرآن تبدأ بفعل أمر هو (إقرأ) لأن القراءة سواء في كتاب الله المسطور (القرآن) أو كتاب الله المنظور (الكون) كلاهما يلتحم بلآخر في وسط الطريق موصلا إلى الحقيقة العلمية والتي لازال العلم الحديث يتخبط ويتلعثم في إدراكها لاسيما إذا ما تعلق الأمر بأصل الحياة ونشأة الكون والإنسان من أين بدأ وإلى أين مصيره وغير ذلك من التسآؤلات والإشكاليات التي لازالت تأرق فلاسفة الغرب وسنضرب مثالا آخر هنا وهذه المرة في علم النفس فقد سبق القرآن في الكشف على خاصية من الخواص الغريزية التي خلق بها الإنسان أ:3:لا وهي حب تملك الأشياء وعلى رأسها المال قال تعالى وإنه لحب الخير لشديد قال العلماء في تفسير الآية أن الإنسان مجبول على حب الخير الذي هو المال ومن ثمة جاء الإسلام لا ليستأصل هذه الصفة الطبيعية وإنما ليهذبها وينظمها فلا تخرج على حدودها فتنقلب إلى ضدها الذي هو الجشع الذميم الذي يجعل الإنسان يفعل المستحيل ويقضي على كل شيء يقف في طريق اكتنازه للمال والتلذذ بجمعه لإشباع شهوة النفس دون أن يستفيد المجتمع من ذلك شيئا فيعطل الدور الذي رسم للمال كي يلعبه في الحياة ولكن هذه الحقيقة ظلت شاردة على مفكري الغرب وفلاسفته ولربما إلى اليوم وفي القرن الماضي احتدم جدال حاد عقيم بين فريقين من الفلاسفة الفريق الأول أصحاب المذهب الفردي الذي تطور إلى المذهب الليبرالي ويرى هؤلاء أن حق التملك حق طبيعي للإنسان لذا طالبوا بنزع كل القيود التي تقف في طريق كسب الإنسان المشروع وسعيه في تحقيق الربح وخلق الثروة والحيلولة دون تدخل الدولة في الإقتصاد (اتركه يعمل دعه يمر -آدم سميث)وبالمقابل وقف أصحاب المذهب الإجتماعي الذي تبناه الإشتراكيون والشيوعيون فيما بعد على النقيض من ذلك حيث حاولوا أن يثبتوا بأن الإنسان بمفرده لا يملك شيئا إلا عمله وجهده وكل وسائل الإنتاج هي ملك للجماعة أو مشاع بينهم وكل ذلك حرصا على تحقيق المساوة بين الأفراد وتطبيق العدالة الإجتماعية وقد تأثروا في ذلك بالأوضاع المزرية التي كان يعيشها المجتمع من جراء سيطرة الإقطاعين والبرجوازيين على كل مصادر الثروة ووسائل الإنتاج كالأراضي والمصانع والمناجم وغيرها
 

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل تعلم؟؟؟ جمال القمر طاسيلي الإسلامي 25 2021-03-16 23:51
معنى الإعجاز في القرآن الكريم زهور طاسيلي الإسلامي 26 2020-03-12 13:38
ماهي جوانب الاعجاز في القران الكريم ؟ - السنة الثالثة متوسط طفلة انتيك قسم طلبات الاعضاء 8 2015-01-05 16:56
الإعجاز الحضاري والإجتماعي في القرآن فخر الدين طاسيلي الإسلامي 0 2014-11-12 21:43
رمضان شهر القرآن أم آية رمضانيات طاسيلي الجزائري 4 2013-07-05 19:06

الساعة معتمدة بتوقيت الجزائر . الساعة الآن : 13:08
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي شبكة طاسيلي ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر)