عرض مشاركة واحدة
2013-04-16, 17:49
#2
الصورة الرمزية Tassilialgerie
Tassilialgerie
مؤسس شبكة طاسيلي
تاريخ التسجيل : Feb 2011
العمر : 25 - 30
الجنس : ذكر
المشاركات : 13,303
تقييم المستوى : 10
Tassilialgerie غير متواجد حالياً
0205
والحديث حول السلم وآفاقه يبعث في النفس الاكتئاب والقلق لأن السلم أفضل مايفضله المرء في هذا الوجود ، ولعل المقام هنا لا يسعنا إذا استرسلنا في سردالاستدلالات مهما كان مصدرها وهي عديدة ومتنوعة، سواء كانت نابعة من تجاربالحياة الطويلة والممتدة إلى بدايات الإنسان على هذه الأرض، أو نابعة منالنتائج التي تحصل عليها المفكرين والسياسيين الذين تعمقوا في البحث في مختلفمناحي الحياة، وكل ذلك يدلنا على أنه كلما توفر الوئام والسلم للفرد وكلمامُنحت له الاستقلالية والحرية كلما كان ذلك بادرة خير على مجتمعه وعلى البشريةجمعاء، وتوفر السلم في حياة الإنسان يمكِّنُ أي شخص من تحقيق وجوده ومكانتهالحقيقية ونزع ستار الاستبداد والظلم والاحتقار والتخلص من قيود الماضي والتمسكبكل شيء من شأنه أن يساعده على مواصلة مشواره في جو من السلم والطمأنينةوالأمان وصولاً إلى النجاحات التي يرغب فيها جاعلاً من نفسه فردًا فعالاًإيجابيًا في هذا الوجود، وبذلك يجنب نفسه ويجنب الآخرين التهميش والاحتقاروالظلم وشتى الإهانات .
لتوفير السلم والاستقرار والتعاون والتضامن في العالم لا بد من نزع السلاحباعتباره قضية تهم الإنسانية كلها ووهي إحدى مصادر الاضطرابات التي يعرفهاالعالم الدولي، ويزداد الاهتمام بهذه المسألة (أي نزع السلاح) بسبب الإمكانياتالهائلة التي تسخر للتسلح في الوقت الذي يعيش فيه عدد كبير من البشر مأساةالمجاعة التي أصبحت تهدد دولا بأكملها، ويقصد بنزع السلاح الحد من التسلح.
بوسع العالم في ظل السلم والأمن أن يتصرف ويتحرك بوعي ربما يكون تامًا وبسرعةمدروسة صوب تنمية اجتماعية واقتصادية أكثر استقرارا وتوازنًا..ولابد من ضرورةأمن الشعوب والعيش في سلام وحسن الجوار ..
أهميـــةانتشار السلــــــم:
نظرًا لأهمية وضرورة انتشاره في جميع مشارق الأرض ومغاربها، سعت جميع الأيدي جاهدةلتحقيق ذلك، ولإبعاد الشبهات ساهمت في تنفيذ الأمر بشكل غير مباشر عن طريق اللافتاتوالصور والإعلانات لإيقاظ الضمائر النائمة، ومن خلال نشر قصص للأطفال لكي يكبروا فيوعي لا في غفلة من أمرهم وليدركوا أيَّ وضعٍ يعيشون فيه، ولأحسنوا التصرف حين تتاحلهم فرصة .
ومن بين أهم الجهات العالمية منظمة **اليونيسيف**لرعايةالطفولة، والتي تسعى على قدمٍ وساق لتحقيق الوقاية اللازمة للأطفال وحمايتهم منالاستغلال والاحتقار والظلم وهم لا يزالون في ريعان شبابهم بل في ريعانطفولتهم، ومنحهم أيضا جميع حقوقهم،وتوفير الحياة الكريمة لهم في جو ملؤه السلموالوئام، وقد أعلنت المنظمة سنة1959معن حقوقالطفلوركزت على أهمية توفير السلم له في جميع جوانب حياته.
ولحاجة الإنسان لتوفر السلم وصعوبة العيش من دونه، لوحظ أن العديد من الشعراءتغنوا به فقالوا ما يمكن أن يلين القلوب ويدخل الرحمة فيها.
حيث قال أحدهم ناصحًا الناس بإتباع مسلك السلم بشعر حلوٍ جذاب:
العفو يعقب راحة ومحبة --- والصفح عن ذنب المسيء جميل
* وقال شاعر أخر يدع إلى نفس الهدف مع تركيزه على محو الحقد من القلوب وقابلةالرذائل بالفضائل فيقول:
" وإن بغى باغٍ عليك بجهله--- قابله بالمعروف لا بالمنكر"
* وهناكمن يدع الناس إلى السلم فيقول:
إذااعتذر الصديق إليك يومــا --- فجاوز عن مســاويه الكثيـرة
عنالمختــار أن الله يمحــو --- بعذر واحــدٍ ألفــي كبيـرة
السلم في حياةالإنسان
السلم هو حق للإنسان كباقي حقوقه الأخرى ولعله أهم حق يجب أن يتمتع به، فهو يمثلالأمن له ويمثل الطمأنينة أيضا والسكينة كيف يستطيع الفرد أن يمارس كل حقوقه دون سلم وأمن ورفاهية ؟
كيف يستطيع هذا الفرد أن يتخلص من الخوف والتردد مع أنه لم يفعل أو يقل مثقالذرة يمكن أن تدينه؟
أين يستطيع إبداء رأيه وعيش حياته وبناء مجتمعه مع أنه يعلم أنه مهدم لا محالةفوق رأسه ورؤوس أولاده وأحفاده؟
كل هذه التساؤلات والعقد لا تحل إلا إذا توفر السلم في الأوطان، والطمأنينة فيالقلوب، والصفاء في الحياة.
السلم في عصرنا الحالي
انعدام السلم هو ما نعيشه في أيامنا هذه ، والسبب الشائع هو الصراعات التيعرفتها المجتمعات البشرية والتي أدت إلى نشوب حروب كبيرة كثيرة لا رحمة فيهاولا شفقة على الجنس الحي (كل كائن حي) ، وأفضل مثال والذي يعتبر الدليل القاطعهو مرحلة الحرب العالمية الثانية التي تعتبر أكثر الحروب تدميرا وأسوء حقبةمرّت على البشر حيث خلفت من الخسائر الفادحة مالا يمكن إحصائه ومالا يقدر العقلتصوره سواء خسائر بشرية أو مادية مما دفع إلى التفكير في إتحاد السلم والوئامالذي يساعد على حل النزاعات بطرق سليمة.
وقد تعددت أسباب الحروب فمنها ما تكون سياسية ومنها ما تكون اجتماعية أواقتصادية ومنها ما تكون دولية توجب قيام العلاقات الدولية على أساس السيادةوالحرية والمساواة.
من العواملالمساعدة علىانعدام السلم
نتيجة للصراعات الدولية ازدادت العوامل التي تساعد على انعدام السلم ومن بينهانذكر ثلاثة عوامل تجسدت فيها باقي الأسباب، والتي تعتبر أهم هذه الأسباب:
السباق نحوالتسلح:c
السباق نحو التسلح أحد الأسباب الرئيسية المساعدة على انعدام السلم ، حيث أنالتنافس في التسلح وصل في فترتنا المعاصرة إلى مستويات مذهلة وأصبح استمرار هذاالتنافس يشكل أيضا عاملا أساسيا وهاما في الحياة الدولية ومعيارا للعلاقات بينالدول.
والسباق نحو التسلح ظاهرة عسكرية سياسية صناعية تجارية تتمثل في استمرارالتنافس بين الأقطار المتنازعة بشكل من الأشكال على تحسين كفاءاتها وأسلحتهاالقتالية وطاقاتها الإنتاجية.
ويتضح ذلك من خلال تطوير الأسلحة و المعدات الحربية نوعيا و إنتاجها بكمياتكبيرة و تكديسها بوتيرة تتناسب مع وتيرة التطور التقني و بـناء قواتمسلـحة ضخـمة متأهبة لخـوض القتـال كما تتمـثل بالنسبة إلىالدول غيـر الصناعـية في استيراد الأسلحة و المعدات و تكديسها.. .الخ ، فلقد أنفقت المجموعة الدولـية عام1974 مبلغ 210 مليار دولارفي التسلح، أما في سنة 1980 فقدر المبلغ بحوالي 600 مليار دولار،وينفق العالم من أجل التسلح أكثر مما ينفق من أجل التعليم العام والخدماتالصحية معًا، ويصل متوسط الإنفاق السنوي لكل عسكري إلـى 800 دولاربينما لا يتجاوز متوسط الإنفاق السنوي لكل طفل على صعيدالتعليم 100 دولار،حيث تحول سباق التسلح نفسهإلى حافز قوي يدفع الدول إلى متابعة هذا السباق خوفا من فقدان الموقع المتميزوالتخلف بالنسبة للدول الأخرى، وبصنع الأسلحة النووية واستخدامها كالقنبلة التياستعملت ضد هيروشيما وناغازاكي سنة 1945 بدأعصر جديد في سباق التسلح وشمل بناء المحطات النووية وتخزين الرؤوس النوويةوزادت حدة التنافس حول هذهالأسلحة إلى أهدافها ( طائرات، صواريخ، غواصات نووية، مدافع ذرية..الخ)

أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله