عرض مشاركة واحدة
2012-04-07, 15:03
#6
الصورة الرمزية Imi Imà
Imi Imà
:: عضوة شرفية ::
تاريخ التسجيل : Jan 2012
العمر : 15 - 20
الجنس : انثى
المشاركات : 2,290
تقييم المستوى : 15
Imi Imà غير متواجد حالياً
افتراضي
شوفي هدي هي قصيرة ومفيدة :
الحمد لله بارِئ النّسم وخالق اللَّوح والقلم، أحمده تعالى وأشكُره على ما أسدَى وأنعم، وأشهد أنّ نبيَّنا محمدًا عبد الله ورسوله الهادي إلى السبيل الأقوم، صلى الله عليه وعلى آلِه وصحبه وسلّم.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فإن تقوى الله هي الزاد والعدّة ومتنزَّل المحامِد ومعراج السموّ ومبعَث القوّة والمعينُ على العِلم والعمل والسلامة من الفتَن والعِصمة من المحن.

أيها الإخوة الأحبّة في الله، ومن أهمِّ صفاتِ المعلِّم الناجِح أن يكونَ حسَن الألفاظ، دقيقَ الألحاظ، متشبِّعًا بِفكرتِه، إيجابيًّا في طرحه، مراعيًا الفروقَ الفرديّة بين طلابه وتلاميذه، متجدِّدًا في أسلوب عرضِه، لا يقف في العِلمِ عند حدِّ الشهادة المؤقَّتة، بل العلم عنده كما قال الإمام أحمد رحمه الله: "من المحبرة إلى المقبرة"[1].

ومن أهمِّ سماته الوقوفُ عند حدود علمه وعَدمُ الجرأة على الفتوى والقولِ على الله بغير علم وسؤال مَن هو أعلَم منه وعَدم الاستنكاف من قول: "لا أدري"، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إذا نسي العالم كلمة "لا أدري" فقد أصيبَت مقاتِله)[2]، ويقول عطاء: "لا أدري نِصف العلم"[3].

وليحذر المعلّم الفاضل من أن يكونَ متنمِّرًا في العلم متطفِّلاً على غَير فنِّه، فمن تحدَّث في غير فنِّه أتى بالعجائب. وليَحذر أن يكونَ أبا شِبرٍ في العلم فقد قيل: "العِلمُ ثلاثةُ أشبار، من دخل في الشِّبر الأول تكبَّر، ومن دخل في الشّبر الثاني تواضَع، ومَن دخل في الشبر الثالث علِم أنه لا يعلم"[4]. كما يحذَر من التصدُّر قبل حينِه، فمن تصدّر قبلَ حينه هوى في حينِه، ولا يفرح بزلاَّتِ العلماء، ولا يتتبّعُ سَقَطات النبلاء، ولا يقحِم نفسَه وطلاّبَه فيما يوغِرُ الصدور ويبعَث على الفرقةِ والاختِلاف والشرور، فإن فعَل ذلك فأنَّى له أن يخرِجَ جيلاً متوشِّحًا بسِربال الأدَب خشيةَ الخراب والعطب؟!

أختي المعلمة، وليست مسؤوليتُك التربويّة بأقلَّ من مسؤوليّة المعلم، بل قد تكون أعظمَ لما تمثّله المرأة من مكانةٍ عظمى في هذا الدين والمجتمعِ والأمة، فالله اللهَ في الالتزام بالتربية والتعليم على ما يميِّز المرأةَ المسلمة في حِجابها وعفافِها وحِشمتها، وما يجافيها عن كلِّ ما يخِلّ بكرامتها ولا يناسِبُ طبيعتَها وأنوثتَها من جوانب الاختلاطِ المحرَّم والتبرّج المذموم.

ربّوا البنات على الفضيلة إنها بالخافقين لهنّ خيرُ وثاق

وإنَّ من فضل الله علينا في هذهِ البلاد المبارَكة ما ننعَم به من خصوصيّة مميَّزة في مناهج التعليم وأهدافِه وغاياتِه، تواؤمٍ فذٍّ بين مُدخَلات التعليم ومخرَجَاته، فالمقرَّرات والمناهج بحمد الله مفاخِرُ ومباهج، وإنَّ مسؤوليّةَ المعلّم في ذلك أن يربطَ طلاّبه بالولاء لله ثم لدِينه وولاةِ أمرِه وعلمائه وبلاده، وأن يعزِّزَ فيهم انتماءَهم لعقيدتهم وبلادِهم الإسلاميّة التي هي قِبلَة المسلمين ومَهبط الوحيِ وأرض الحرمَين والرّسالة الخالدة، أدام الله عليها وعلى سائر بلادِ المسلمين أمنَه وأمانه، إنه جواد كريم.

ألا فاتقوا الله عباد الله، وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [البقرة:281].

ثم صلّوا وسلّموا ـ رحمكم الله ـ على معلِّم البشرية كما أمركم بذلك ربّكم ربّ البريّة، فقال تعالى قولاً كريمًا: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].

اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيّد الأوّلين والآخرين ورحمة الله للعالمين نبيِّنا محمّد بن عبد الله، على آله الطيّبين الطاهرين وصحابته الغرِّ الميامين والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين...
في غفلة مني.. ابتلعني الوجع.. وتاهت الأفكار ما بين صحو وحلم.. رأيت طيفك يأتيني.. يلملم أشيائي المبعثرة.. فأرسمك بألوان قوس قزح.. تأتي اليّ تعانقني.. وأهيم في دنيا الخيال.. أغفو على صدرك.. وأصحو من جديد.. على عطر أنفاسك.. قل لي يا سيد الحلم.. أين أنت مني.. بغيابك غاب فجري وتبعثرت خطى الايام