*المطالعة والتعبير الشفهي:
1*إن حب الوطن و التعلق به من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان عليها ، فليس غريباً أبداً أن يُحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه ، وشبَّ على ثراه ، وترعرع بين جنباته .
2*حتى يتحقق حب الوطن عند الإنسان لا بُد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولاً ، ثم الوطن ثانياً ، إذ إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحُث الإنسان على حب الوطن ؛ ولعل خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكة المكرمة مودعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه ، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة :" ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " ( رواه الترمذي ) .
3*إذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التي ولد فيها ، ونشأ على ترابها ، وعاش من خيراتها ؛ فإن لهذه البيئة عليه ( بمن فيها من الكائنات ، وما فيها من المكونات ) حقوقاً وواجباتٍ كثيرةً تتمثل في حقوق الأُخوة ، وحقوق الجوار ، وحقوق القرابة ، وغيرها من الحقوق الأُخرى التي على الإنسان في أي زمانٍ ومكان أن يُراعيها وأن يؤديها على الوجه المطلوب وفاءً وحباً منه لوطنه .
4*يتم ذلك في ما يلي :
*تربية الإنسان على استشعار ما للوطن من أفضالٍ سابقةٍ ولاحقة عليه.
*الحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن .
*غرس حب الانتماء الإيجابي للوطن ، وتوضيح معنى ذلك الحب.
*العمل على أن تكون حياة الإنسان كريمةً على أرض الوطن.
*تربية أبناء الوطن على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومُكتسباته.
*الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته .
*الدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل .
التعبير الكتابي:
أصف أحب فصل من فصول السنة لدي.
البلابل والشحارير والعصافير قد رحلت إلى الجنوب،ولم يبق بين الطلول الجرداء سوى غربان سوداء، تتصاعد ناعمة من بين القضبان العارية، وتختفي في الغاب، ثم تظهر وتهبط كأنها رأت جيفة،ثم تتطاير وتتفرق إلى ناحية كأنها تخاف بعضها بعضا.
السواقي المترنمة قد غارت،ثم ظهرت ونمت أنهرا،وجرفت بتيارها الجذوع والحصى إلى أعماق الوادي،أوراق الأشجار اليابسة تتراكض يمينا وشمالا في المعابر والممرات،والأعشاب الذابلة تتسارع ماشية كالحشرات الجائعة في المروج والمنخفضات،والغيوم الرمادية قد تراكمت فوق خطوط الشفق،وملأت الفضاء،فأصبحت أحواض الماء،وباطلا تحدق،لترى ازرقاق السماء.(جبران خليل جبران)